فقولنا هنا: "نون ساكنة" خرج به نون التنوين المتحركة للتخلص من التقاء الساكنين نحو ﴿فَتِيلاً. انظُرْ﴾ [النساء: ٤٩-٥٠] ﴿مُّنِيبٍ ادخلوها﴾ [ق: ٣٣-٣٤].
وقولنا: "زائدة" خرج به النون الأصلية التي سبق الكلام عليها قريباً.
وقولنا: "لغير توكيد" خرج به نون التوكيد الخفيفة في ﴿وَلَيَكُوناً﴾ [يوسف: ٣٢] ﴿لَنَسْفَعاً﴾ [العلق: ١٥] في قوله تعالى: ﴿وَلَيَكُوناً مِّن الصاغرين﴾ [يوسف: ٣٢] وفي قوله سبحانه: ﴿لَنَسْفَعاً بالناصية﴾ [العلق: ١٥]. لأنها ليست تنونياً وإن أشبهته في إبدالها ألفاً في الوقف لاتصالها بالفعل ولا ثالث لهما في القرآن الكريم.
وقولنا: "تلحق آخر الاسم وصلاً" خرج به الفعل والحرف فهي لا تلحقهما أبداً لأنهما لا ينونان بحال.
وقولنا: "وتفارقه خطًّا ووقفاً" خرج به النون الأصلية فهي لا تفارق الاسم مطلقاً أثناء وجودها فيه.
ويؤخذ من هذا التعريف أن التنوين خاص بالأسماء فلا يدخل الأفعال ولا الحروف ولا يكون إلا متطرفاً لأنه لا يوجد إلا بين كلمتين ولا يثبت إلا في الوصل واللفظ.
(ج) الأمور التي تخالف فيها النون الساكنة التنوين:
مما تقدم ذكره من تعريف كل من النون الساكنة والتنوين يتبين أن النون الساكنة تخالف التنوين في أربعة أمور لا بد من معرفتها جيداً وها هي:
الأول: أن النون الساكنة تقع في وسط الكلمة وفي آخرها والتنوين لا يقع إلا في الآخر.


الصفحة التالية
Icon