الشين الذي هو من وسط اللسان وقريبة من مخرج الفاء الذي هو من باطن الشفة السلفى. وكذلك إذا أخفيناها عند الصاد في نحو ﴿وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ [البقرة: ٤٨] أوعند الذال المعجمة في نحو ﴿مِّن ذَكَرٍ﴾ [آل عمران: ١٩٥] أو عند التاء المثناة فوق في نحو ﴿إِن تَتُوبَآ﴾ [التحريم: ٤] أو عند الغين المعجمة في نحو ﴿مِّنْ غِلٍّ﴾ [الحجر: ٤٧] في قراءة الإمام أبي جعفر إلى آخر حروف الإخفاء وجدناها غير مستقرة طرف اللسان وغير محولة إلى الخيشوم ولكنها قريبة من مخرج الحروف المخفاة عندها وهذا واضح من النطق أيضاً. ومثل النونِ التنوينُ في كل ما ذكر. ومن ثمَّ يتضح لنا جليّاً أنه لا يخرج من الخيشوم إلا صوت الغنة فقط دون حروفها في كل ما تقدم سواء كانت الغنة للإخفاء أو للإدغام وهذا هو ظاهر كلام الحافظ ابن الجزري في الطيبة والمقدمة الجزرية حيث يقول فيهما: "وغنة مخرجها الخيشوم" وومن صرح من المتقدمين زمناً على الحافظ ابن الجزري بخروج صوت الغنة من الخيشوم فقط دون حروفها الإمام أبو الحسن بن بري حيث يقول في الدرر اللوامع:

والغُنَّة الصوت الذي في الميمِ والنُّون يخرُجُ من الخيْشُومِ اهـ
ويؤيد ذلك أيضاً قولهم في تعريف الغنة السابق إنها صوت يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه ويؤخذ من هذا القول أمران:
الأول: أن الذي يخرج من الخيشوم هو صوت الغنة فقط لا حروفها.
الثاني: أن الغنة ليست حرفاً كما في إطلاق بعضهم أو تخصيصه لأن الحروف يعمل فيها اللسان لإخراجها والغنة ليست كذلك بل هي صفة تابعة لموصوفها اللساني أو الشفوي أي النون والميم: الأمر الذي أوجب إلحاقها


الصفحة التالية
Icon