وبهذا: قد انتفى ما قاله بعض المحدثين من أن الإدغام الصغير هنا لا يكون إلا في كلمتين فقد اتضح مما تقدم أنه يكون في كلمة أيضاً.
وسمي إدغاماً لإدغام الميم الساكنة في المتحركة. وسمي بالمثلين لكون المدغم والمدغم فيه مؤلفان من حرفين اتحدا مخرجاً وصفة أو اتحدا اسماً ورسماً كما سيأتي. وسمي صغيراً لكون الأول من المثلين ساكناً والثاني متحركاً أو لقلة عمل المدغم وقيل غير ذلك. وسمي بالغنة لكون الغنة مصاحبة له وهي هنا غنة المدغم بالإجماع. ووجهه التماثل.
وقد أشار صاحب التحفة إلى حكم الإدغام الصغير بقوله فيها:

والثَّان إدْغام بمثْلِهَا أتى وسَمِّ إدْغَاماً صَغيراً يَا فتى
وكذلك ينطوي دليل هذا الإدغام أيضاً تحت قول الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية الآتي بعد:
وأوَّلىْ مِثْلٍ وجنْس إن سَكَنْ... أَدْغِم......... إلخ
وهو هنا من باب إدغام المثلين.


الصفحة التالية
Icon