واذكر رَّبَّكَ كَثِيراً} [آل عمران: ٤١] والهاءين في نحو ﴿إِنَّهُ هُوَ﴾ [الزمر: ٥٣].
وسمي كبيراً لكثرة العمل فيه حالة الإدغام حيث يكون فيه عملان هما تسكين الأول ثم إدغامه في الثاني.
وحكمه جواز الإدغام عند بعض القراء بشروط مبسوطة في كتب الخلاف تركنا ذكرها هنا طلباً للاختصار. وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه قرأ فيه بالإظهار وجهاً واحداً إلا في كلمات يسيرة جدًّا مثل ﴿لاَ تَأْمَنَّا﴾ [الآية: ١١] بيوسف وسيأتي الكلام عليها في آخر باب الإدغام إن شاء الله، وكلمة ﴿مَكَّنِّي﴾ [الآية: ٩٥] بالكهف في قوله تعالى: ﴿قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ﴾ [الآية: ٩٥] فقد قرأ حفص بإدغام النون الأولى في الثانية فيصير النطق بنون واحدة مكسورة مشددة.
والمطلق أن يكون الحرف الأول متحركاً والثاني ساكناً كالتاءين في نحو ﴿تتلى﴾ [يونس: ١٥] والسينين في نحو ﴿تَمْسَسْهُ﴾ [النور: ٣٥].
وسمي مطلقاً لأنه ليس من الصغير ولا من الكبير.
وحكمه الإظهار وجوباً للجميع لأن من شرط الإدغام أن يكون المدغم فيه متحركاً والمدغم ساكناً سواء كان سكونه أصليّاً كنحو ﴿رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ﴾ [البقرة: ١٦] أو كان سكونه للإدغام كسكون الهاء الأولى في نحو ﴿فِيهِ هُدًى﴾ [البقرة: ٢] عند من أدغم.


الصفحة التالية
Icon