وَلِتُكْمِلُواْ} [البقرة: ١٨٥] والحاء المهملة مع الثاء المثلثة في نحو ﴿حَثِيثاً﴾ [الأعراف: ٥٤].
أقسام المتباعدين
ينقسم المتباعدان إلى ثلاثة أقسام أيضاًك صغير وكبير ومطلق.
فالصغير: أن يكون الأول منهما ساكناً والثاني متحركاً كالهمزة مع اللام في نحو ﴿تَأْلَمُونَ﴾ [النساء: ١٠٤].
والكبير: أن يتحرك الحرفان معاً كالزاي مع الهمزة في نحو ﴿استهزىء﴾ [الأنبياء: ٤١].
والمطلق أن يتحرك الأول ويسكن الثاني كالقاف مع الواو في نحو ﴿قَوْلٌ﴾ [البقرة: ٢٦٣].
حكم المتباعدين
أما حكمهما فالإظهار وجوباً بالاتفاق سواء أكان صغيراً أم كبيراً أم مطلقاً لأن الإدغام بشروطه مطلقاً إنما يسوغه التماثل أو التقارب أو التجانس.
وأما تسميته بالصغير وبالكبير وبالمطلق فتبعاً للأقسام الثلاثة المتقدمة في النظام لا لقلة العمل في الصغير ولا لكثرته في الكبير بالنسبة للإدغام، إذ لا إدغام في المتباعدين كما هو مقرر.
هذا: ولم يتعرض بعض الباحثين في هذا الفن إلى ذكر قسم المتباعدين في هذا الباب. والبعض ذكره غير أنه قال: "لا دخل له في هذا الباب" والحق الذي لا ريب فيه أنه ينبغي ذكره في هذا الباب ومعرفته جيداً إذ بمعرفته يتعين أن ما عداه هو أحد الأقسام الثلاثة المتقدمة التي هي سبب في الإدغام. ومن ثم كان ذكره في هذا الباب واجباً. ولا يعكر علينا عدم ذكره في التحفة. فقد ورد ذكره في أكثر من مؤلف بين منظوم ومنثور. فقد أشار إليه العلامة السمنودي في لآلىء