أما كونه ذاتيّاً فلأن ذات الحروف لا تقوم إلا به ولا تجتلب بدونه.
وأما كونه مد الصيغة فلأن صيغة حروف المد - أي بنيتها - تمد لكل القراء قدر مدها الطبيعي الذي لا تقوم ذاتها إلا به ولا توجد بعدمه لابتنائها عليه وهو مد الصوت بقدر النطق بحركتين كما سيأتي بيانه.
قال الإمام ابن بري في الدرر اللوامع:
وصيغةُ الجميع للجميع | تمدُّ قدْرَ مدِّها الطَّبيعي اهـ |
ينقسم المد الطبيعي إلى قسمين:
الأول: المد الطبيعي الكلمي.
والثاني: المد الطبيعي الحرفي.
ولكل منهما حد يخصه وحقيقة يتميز بها عن الآخر وإليك الكلام على مكل منهما.
الكلام على المد الطبيعي الكلمي وأقسامه
المد الطبيعي الكلمي هو ما كان موجوداً في كلمة نحو ﴿يُنَادُونَكَ﴾ [الحجرات: ٤]، ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله﴾ [البقرة: ١٣٧] ولأجل هذا سمي كلميّاً.
وينقسم هذا المد إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يكون هذا المد ثابتاً في الوصل والوقف ويستوي في ذلك ثبوت حرف المد في خط المصحف الشريف كما في الأمثلة المتقدمة أو حذفها منه نحو ﴿يَابَنِيَّ﴾ [البقرة: ١٣٢] ﴿وياقوم استغفروا رَبَّكُمْ﴾ [هود: ٥٢] وما إلى ذلك.