والراء من ﴿الر﴾ في سورها الخمس ومن ﴿المر﴾ فاتحة الرعد وليس غير هذه الأحرف في التنزيل.
وسمي طبيعيّاً حرفيّاً لوجود حرف المد الذي ليس بعده همز ولا سكون في حرف من حروف الهجاء وهذا المد ثابت في الوصل والوقف دائماً بخلاف المد الطبيعي الكلمي في أحواله المتقدمة.
مقدار المد في الطبيعي
أما مقدار مده في جميع أنواعه المتقدمة وصوره المختلفة فهو مد الصوت بقدر حركتين اثنتين فقط لكل القراء بالإجماع ويستوي في ذلك ما ثبت منه في الوصل والوقف أو في الوصل دون الوقف أو في الوقف دون الوصل: ويحرم شرعاً النقص عن هذا القدر أو الزيادة عليه وتعرف الحركة بمقدار حركة الأصبع قبضاً أو بسطاً بحالة معتدلة لا بالسريعة ولا بالبطيئة ولا يضبط هذا إلا المشافهة والإدمان على القراءة والسماع من أفواه الشيوخ المحققين الآخذين ذلك عن شيوخهم رزقنا الله تعالى أداء كأدائهم وسيراً على طريقهم حتى نتلو كتاب الله تلاوة صحيحة ترضيه ويرضى بها عنا آمين.
هذا: وقد أشار العلامة الجمزوري إلى ما تقدم ذكره في هذا القسم بقوله في التحفة:
والمدُّ أصْليٌّ وفرعيٌّ لهُ | وسمِّ أوَّلاً طبيعيّاً وهُو |
ما لا توقُّفٌ لهُ على سببْ | ولا بدونه الحروفُ تُجتَلَبْ |
بل أي حرف غير همزٍ أو سُكونْ | جاء بَعْدَ مَدٍّ فالطَّبيعيُّ يكونْ اهـ |