من كيفية قراءة الصحابة بمن بعده والتابعين وأتباعهم وأئمة القراءة إلى أن وصل إلينا بالتواتر عن طريق شيوخنا.
التاسع: حكم الشارع فيه هو الوجوب العيني على كل مكلَّف من مسلم ومسلمة يحفظان القرآن كله أو بعضه ولو سورة واحدة لثبوت ذلك بالكتاب والسنة وإجماع الأمة.
أما الكتاب: فقوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ القرآن تَرْتِيلاً﴾ [المزمل: ٤] أي اتله على تؤدة وطمأنينة وخشوع وتدبر مع مراعاة قواعد التجويد من مد الممدود وقصر المقصور وإظهار المظهر وإدغام المدغم وإخفاء المخفى إلى غير ذلك مما سيأتي مبسوطاً في مواضعه. وقد أخبر غير واحد من أئمتنا أنه صح عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ القرآن تَرْتِيلاً﴾ [المزمل: ٤] "الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف" أهـ.
وإذا تأملنا في الآية الكريمة نجد أن الله تبارك وتعالى لم يقتصر على الأمر بالفعل في قوله عز شأنه: ﴿وَرَتِّلِ﴾ [المزمل: ٤] بل أكده بمصدر مؤكد للأمر وهو قوله سبحانه: ﴿القرآن﴾ [المزمل: ٤] وهذا مما يفيد الاهتمام بشأنه والترغيب في ثوابه والعمل به.
هذا: والأمر في هذه الآية للوجوب كما هو الأصل في الأمر إلا أن تكون


الصفحة التالية
Icon