أما القسم الأول: فقد اتفقت المصاحف على قطع "من" عن "ما" ويوقف على "من" اختباراً بالموحدة أو اضطراراً وتدغم النون في الميم لفظاً لا خطًّا ذلك في موضعين اثنين فقط.
أولهما: قوله تعالى: ﴿فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ المؤمنات﴾ [الآية: ٢٥] بسورة النساء.
وثانيهما: قوله تعالى: ﴿هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [الآية: ٢٨] بسورة الروم.
وأما القسم الثاني: وهو المختلف فيه بين القطع والوصل فوقع في موضع واحد في التنزيل وهو قوله تعالى: ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الموت﴾ [الآية: ١٠] بسورة المنافقون فرسم في جل المصاحف مقطوعاً وفي أقلها موصولاً والقطع أشهر وعليه العمل.
وأما القسم الثالث: وهو الموصول بالإجماع ففي غير موضعي القطع المتفق عليهما وموضع الوصل المختلف فيه. والنون فيه مدغمة لفظاً وخطًّا نحو قوله تعالى: ﴿وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [البقرة: ٣]. وقوله سبحانه: ﴿مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ﴾ [الآية: ٣٣] بسورة النور وما إلى ذلك.
"فائدة": إذا دخلت "من" الجارة على الاسم الظاهر فاتفقت المصاحف على قطعها عنه وتدغم النون فيه لفظاً لا خطًّا وذلك نحو قوله تعالى: ﴿مِن مَّالٍ وَبَنِينَ﴾ [المؤمنون: ٥٥]. وقوله: ﴿مِّن مَّالِ الله﴾ [النور: ٣٣]. وقوله سبحانه: ﴿مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ﴾ [السجدة: ٨]. وقوله عز شأنه: ﴿مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ﴾ [الرحمن: ١٥].


الصفحة التالية
Icon