وأما كلمة: "بمصيطر" ففي قوله سبحانه: ﴿عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ [الآية: ٢٢] بالغاشية. وقد قرأ حفص فيها بالصاد الخالصة وجهاً واحداً من طريق الشاطبية فحسب.
وقد أشار إلى هذه الكلمات السبع وأحكامها لحفص العلامة السمنودي في نظمه المسمى تلخيص لآلئ البيان بقوله حفظه الله:

ءَأعجمي سُهِّلت أخراها لحفصنا ومُيِّلت مجريها
واضمُم أو افتح ضعف روم واثبتا سين ويبصط وثاني بصطة
والصاد في مصيطر خذ وكلا هذين في المصيطرون نُقِلا اهـ
هذا: وليتحرز مما ذكره فضيلة الدكتور محمد سالم محيسن في كتابه: "الرائد في تجويد القرآن" إذ قال ما نصه: "تجوز القراءة بالسين أو الصاد في الكلمات الآتية: ﴿يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ﴾ [الآية: ٢٤٥] بسورة البقرة، ﴿وَزَادَكُمْ فِي الخلق بَصْطَةً﴾ [الآية: ٦٩] بسورة الأعراف، ﴿أَمْ هُمُ المصيطرون﴾ [الآية: ٣٧] بسورة الطور، ﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ [الآية: ٢٢] بسورة الغاشية أهـ فإن قوله هذا لا يصدق إلا على كلمة "المصيطرون" موضع سورة الطور فحسب كما ذكرنا آنفاً.
أما في الكلمات الثلاث الباقية فخطأ إذ لا يجوز الوجهان جميعاً في كل موضع منها من طريق الشاطبية الذي عليه العامة وإنما الجائز من ذلك تخصيص موضعي البقرة والأعراف بالقراءة فيهما بالسين وموضع الغاشية بالقراءة فيه بالصاد.
أما قراءة موضعي البقرة والأعراف بالصاد وموضع الغاشية بالسين فهو مما


الصفحة التالية
Icon