"ب" الواو تجمع بين المتشابهات:
في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ... أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ ١. وهذا العطف، عطف الصفة على الصفة بحرف الجمع، فكأن معناه أن الجامعين والجامعات لهذه الطاعات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما٢.
"ج" الواوات المتداخلة:
في قوله تعالى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ ٣. أي: أنه تعالى الأول: القديم الذي كان قبل كل شيء، والآخر: الذي يبقى بعد هلاك كل شيء، والظاهر: بالأدلة الدالة عليه، والباطن: لكونه مدرك بالحواس. أما هذه الواوات، فالواو الأولى معناها الدلالة على أنه الجامع بين الصفتين الأولية والآخرية، والثالثة على أنه الجامع بين الظهور والخفاء، وأما الوسطى فعلى أنه الجامع بين مجموع الصفتين الأوليين ومجموع الصفتين الآخريين فهو المستمر الوجود في جميع الأوقات الماضية والآتية، وهو في جميعها ظاهر وباطن جامع للظهور بالأدلة والخفاء فلا يدرك. ويكمل الزمخشري المعتزلي حديثه قائلا: "وفي هذا حجة على من جوَّز إدراكه في الآخرة بالحاسة"٤.
"د" واو الحال:
هي واو العطف استعيرت للوصل٥، وفي قوله تعالى: ﴿قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ﴾ ٦ الواو الأولى للحال، والثانية لعطف الجملة على الجملة الواقعة حالا. قد انتظمتهما معًا ما في

١ الأحزاب: ٣٥.
٢ الكشاف ٣/ ٢٦١.
٤ الكشاف ٤/ ٦١.
٥ الكشاف ٢/ ٦٧.
٦ البقرة: ٢٤٧.


الصفحة التالية
Icon