وتحريره أن الواو دلت على إطلاق أن يأخذ الناكحون من أرادوا نكاحها من النساء على طريق الجمع، إن شاءوا مختلفين في تلك الأعداد، وإن شاءوا متفقين فيها محظورا عليهم ما وراء ذلك١.
٣- الوصل ليس بالواو فقط:
ولكن: بها وبالفاء وبثم، وبعلى، بلام الجر، وبإلى وببقية أدوات الربط.
"أ" الوصل بـ "الفاء":
١- يفيد التسبيب والتعقيب:
في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ ٢. فما معنى هذه الفاءات؟ يجيب الزمخشري: الأولى للتسبيب لا غير: لأن الظلم سبب التوبة، والثانية للتعقيب: لأن المعنى فاعزموا على التوبة فاقتلوا أنفسكم من قبل الله تعالى، جعل توبتهم قتل أنفسهم والثالثة: متعلقة بمحذوف٣... وكذلك في قوله تعالى: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ ٤.
٢- ويفيد الشرطية:
وذلك في قوله تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ ٥، ودخول الفاء ضمنتها معنى الشرط، لأن المعنى والذي سرق والتي سرقت فاقطعوا أيديهما٦.

١ الكشاف ١/ ٤٩٧.
٢ البقرة: ٥٤.
٣ الكشاف ١/ ٢٨١.
٤ الأنفال ٦٨، الكشاف ٢/ ١٦٩.
٥ المائدة ٣٨.
٦ الكشاف ١/ ٦١١.


الصفحة التالية
Icon