وهمزة القطع"، وفي علامات الترقيم: "الفاصلة: لفصل بعض أجزاء الكلام عن بعض، والفصلة المنقوطة: ليقف القارئ عندها وقفة أطول من وقفة الفاصلة، والنقطتان: للتوضيح والتبيين، أما النقطة: وتسمى "الوقفة" فتوضع بعد نهاية الجملة التي تم معناها واستوفت كل مقوماتها"١.
وفي البرهان للزركشي "ت ٧٩٤هـ" فصل بعنوان "في الفصل والوصل" يتكلم فيه عن وصل الكلمات في الخط وعن فصلها يقول: "اعلم أن الموصول في الوجود توصل كلماته في الخط. كما توصل حروف الكلمة الواحدة، والمفصول معنى في الوجود يفصل في الخط كما تفصل كلمة عن كلمة، فمنه "إنما" بالكسر، كله موصول إلا واحدا ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ﴾ ٢ لأن حرف "ما" هنا وقع على مفصل، فمنه خير موعود به لأهل الخير ومنه شر موعود به لأهل الشر، فمعنى "ما" مفصول في الوجود والعلم... "٣.
وقبل الزركشي كتب الصولي "ت ٣٣٦هـ" في كتابه "أدب الكُتَّاب" فصلا بعنوان "ما يقطع وما يوصل" من الكلمات، يقول فيه: "يكتبون: أُحِب "أن لا" تفعل كذا، بألف ونون، وتكون "لا" مقطوعة منها وهو أجود؛ لأن القارئ ربما احتاج أن يقف على النون، والكتَّاب على الوقف، فمنهم من يكتب بألف ولام موصولة؛ لأن النون ترغم في اللام إذا نطق بها وكتبت على اللفظ٤.
ولابن قتيبة "ت ٢٧٦هـ" حديث في كتابه "أدب الكاتب" عن ألف الوصل في الأسماء "يقول "... فتكتب "بسم الله" إذا افتتحت بها كتابا أو

١ الكردي، محمد طاهر، تاريخ الخط العربي وآدابه، ٤١٦ الطبعة الأولى.
٢ الأنعام: ١٣٤.
٣ الزركشي، البرهان، ١/ ٤١٧ وانظر ابن الجزري، النشر في القراءات العشر ١/ ٢٥٩ باب "اختلافهم في البسملة" تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ط دار المعرفة، بيروت.
٤ الصولي، أدب الكتاب، ٢٥٨ تحقيق محمد بهجة الأثري ط المطبعة السلفية.


الصفحة التالية
Icon