وسموا ذلك "شبه كمال الاتصال".
والرابعة: أن تسبق جملة بجملتين يصح عطفها على إحداهما ولا يصح عطفها على الأخرى لفساد المعنى، فيترك العطف دفعا لتوهم أن تكون الجملة معطوفة على التي لا يصح العطف عليها، مثل قوله تعالى: ﴿وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ﴾ ١ لأنه لو عطف، لعطف ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾ إما على جملة ﴿قَالُوا﴾ وإما على جملة ﴿إِنَّا مَعَكُمْ﴾ وكلاهما لا يصح.
وسموا ذلك "شبه كمال الانقطاع".
والخامسة: أن تكون الجملتان متفقتين خبرا أو إنشاء، وبينهما رابطة قوية، ولكن يمنع من العطف مانع، وذلك بأن يكون للجملة الأولى حكم لم يقصد إعطاؤه للثانية، نحو قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ﴾ ٢ فإنهم مفسدون في جميع الأحوال قيل لهم لا تفسدوا أو لا.
وسموا ذلك "التوسط بين الكمالين" مع قيام المانع من الوصل٣.
٢- قواعد الوصل:
حددوا للوصل قواعد ثلاثا:
أولاها: أن تكون الجملة الأولى لها موقع من الإعراب وأريد إعطاء الثانية هذا الحكم الإعرابي، وكان هناك مناسبة ولا مانع من الوصل مثل قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ ٤.
٢ البقرة: ١١، ١٢.
٣ القزويني، الإيضاح ٢٤٦ وما بعدها، وشروح التلخيص ٣/ ٢-١٥٩.
٤ البقرة: ٢٤٥.