ثالثا: الفصل بين الجملتين، ومن أدواته:
١- واو الاستئناف:
أشار إليها الزمخشري١، وعنها يقول الزركشي: وتسمى "واو القطع"، وهي التي يكون بعدها جملة غير متعلقة بما قبلها في المعنى ولا مشاركة في الإعراب ويكون بعدها الجملتان، فالاسمية كقوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ﴾ ٢، والفعلية كقوله تعالى:
﴿لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ﴾ ٣ | وإنما سميت واو الاستئناف لئلا يتوهم أن ما بعدها من المفردات معطوف على ما قبلها٤. |
أورد الدكتور محمد عبد الخالق عضمية مثالين لفاء الاستئناف في "دراسات لأسلوب القرآن" قائلا "وتحتمل الفاء الاستئناف في قوله تعالى:
"أ" ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [إبراهيم: ٤] في العكبري ٢/ ٣٥ "فيضل" بالرفع، ولم ينصب على المعطوف على "ليبين" لأن العطف يجعل معنى المعطوف كمعنى المعطوف عليه. والرسل أرسلوا للبيان لا للضلال، وقال الزجاج: ولو قرئ بالنصب على أن تكون اللام للعاقبة لجاز، وانظر ما قاله السمين: الجمل ٢/ ٥٠٧".
١ انظر ص٩٢ من البحث.
٢ الأنعام: ٢.
٣ الحج: ٥.
٤ البرهان ٤/ ٤٣٧، والمالقي، رصف المباني ٤١٦، وابن هشام، المغني ٤٧٠ ط بيروت المحققة سنة ١٩٩٢م، ودراسات لأسلوب القرآن ٣/ ٥٢٦ وما بعدها.
٢ الأنعام: ٢.
٣ الحج: ٥.
٤ البرهان ٤/ ٤٣٧، والمالقي، رصف المباني ٤١٦، وابن هشام، المغني ٤٧٠ ط بيروت المحققة سنة ١٩٩٢م، ودراسات لأسلوب القرآن ٣/ ٥٢٦ وما بعدها.