انطلق -مستندا إلى العطف النحوي- يستشف الأسرار الجمالية للتراكيب والمفردات.
وقد التزم الجرجاني أن ينطلق من القاعدة النحوية، ولكنه لم يسمح لها أن تستولي على مساحة أكبر من المقدر لها.
أ- الأساس النحوي في المصطلح البلاغي عند الجرجاني:
يقول: "واعلم أن سبيلنا أن ننظر إلى فائدة العطف في المفرد ثم نعود إلى الجملة فننظر فيها ونتعرف حالها... "١ و"معلوم أن فائدة العطف في المفرد أن يشرك الثاني في إعراب الأول، وأنه إذا أشركه في إعرابه فقد أشركه في حكم ذلك الإعراب، نحو أن المعطوف على المرفوع بأنه فاعل مثله... "٢ و"إذا كان هذا أصله في المفرد فإن الجمل المعطوف بعضها على بعض على ضربين... ٣ و"اعلم أنه إنما يعرض الإشكال في الواو دون غيرها من حروف العطف، وذاك لأن تلك تفيد مع الإشراك معاني مثل أن "الفاء" توجب الترتيب من غير تراخ و"ثم"... ٤ و"اعلم أنه كما كان في الأسماء... ، وذلك كالصفة التي لا تحتاج في اتصالها بالموصوف إلى شيء يصلها به، وكالتأكيد الذي لا يفتقر كذلك إلى ما يصله بالمؤكد، كذلك يكون في الجمل... ٥.
وفي هذه النصوص ما يكفي لإثبات التزام الجرجاني بالأساس النحوي لدراسة الفصل والوصل، ومهما يكن من صرامة القواعد وجورها أحيانا فغالبا ما تضفي على الدرس سمة الوضوح ومعرفة الحدود فيسهل الفهم.

١ الدلائل ٢٢٠.
٢ الدلائل ٢٢٠ و٢٢١.
٣ الدلائل ٢٢٣.
٤ الدلائل ٢٢٤.
٥ الدلائل ٢٢٠-٢٢٧.


الصفحة التالية
Icon