هي في ذاتها بقدر ما أحاول أن أرصد حركة المادة نفسها، شكل الحياة التي عاشتها قبل أن تمتد إليها يد الجرجاني، بغض النظر عن تأثره بها في ذاتها أو بغيرها الذي لم يصل إلينا أو وصل، لأنه لم ينص على شيء في ذلك.
والظاهرة الملموسة فيما عرضت من جهود أنها تميل إلى رصد القاعدة، وأنها عَدَّدَتْ أدوات الفصل، ولم تقصره على طرح الواو فقط، وأنها لم تتوقف عند التحليل الجمالي بقدر ما كانت تحاول الشرح وضرب الأمثلة، بالإضافة إلى أنها كانت تعرض للفصل والوصل بالقدر الذي يحتاجه الموضوع الرئيسي الذي يعالجه صاحبه من تفسير أو نحو أو كلام أو موضوعات بلاغية، ولم يلتفت أي منهم إلى ضم الأجزاء وعرضها في سياق متصل كما فعل الجرجاني، وبالرغم من ذلك فإن لهم فضل السبق والتمهيد.


الصفحة التالية
Icon