وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ١، قوله: ﴿لا يُؤْمِنُونَ﴾ تأكيد لقوله: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ﴾، وقوله: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ﴾ توكيد ثانٍ أبلغ من الأول٢.
- وكذلك قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ، يُخَادِعُونَ اللَّهَ﴾ ٣، إنما قال: ﴿يُخَادِعُونَ﴾ ولم يقل: "ويخادعون" لأن هذه المخادعة ليست شيئا غير قولهم "آمنا" من غير أن يكونوا مؤمنين. فهو إذن، أُكِّد به كلام آخر هو في معناه وليس شيئا سواه٤.
٥- الجمل المفصولة المؤكدة للجمل المنفية:
"ومما جاء فيه الإثبات بـ "إن وإلَّا" على هذا الحد قوله تعالى: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ﴾ ٥، وقوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى﴾ ٦.
أفلا ترى أن الإثبات في الآيتين جميعا تأكيد وتثبيت لنفي ما نفي، فإثبات ما علمه النبي ﷺ وأوحى إليه ذكرًا وقرآنًا تأكيد وتثبيت لنفي أن يكون قد علم الشعر -وكذلك إثبات ما يتلوه عليهم وحيًا من الله تعالى تأكيد وتقرير لنفي أن يكون نطق به عن هوى"٧.
٢ الدلائل ٢٢٨.
٣ البقرة: ٨، ٩.
٤ الدلائل ٢٢٤.
٥ يس: ٦٩.
٦ النجم: ٣.
٧ الدلائل ٢٣٠.