٢- مراعاة مقتضى حال المخاطب:
وذلك:
"أ" بإيضاح المعنى له عن طريق التوكيد:
والتوكيد لا يأتي إلا بجملة مفصولة، تحمل نفس معنى الجملة الأولى ولا غرض لها سوى أن تثبت المعنى في نفس المخاطب، مثلما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾، ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: ٦ و٧]، فقوله تعالى: ﴿لا يُؤْمِنُونَ﴾ تأكيد لقوله: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ﴾، وقوله: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ﴾ تأكيد ثانٍ أبلغ من الأول، لأن من كان حاله إذا أنذر مثل حاله إذا لم ينذر، كان في غاية الجهل، وكان مطبوعا على قلبه لا محالة١.
"ب" بإشباع حاجة نفسه إلى المعرفة:
فالشاعر اليزيدي يحكي لنا:
ملكته حبلى ولكنه... ألقاه من زهد على غاربي
وقال:
إني في الهوى كاذب..................
وكأنه أحس أن المستمع يتشوف إلى معرفة رأي الشاعر فيمن اتهمه بالكذب، ماذا سيفعل به؟ أيعاقبه أم يدعو عليه؟ فيجيب اليزيدي بمعنى مستأنف مفصول عما قبله جوابا لهذا السؤال المتوقع، ويكون:
.................. انتقم الله من الكاذب٢
٢ الدلائل ٢٣٧.