وأن الرسول لا يجوز أن يكون مسحرا، ولا يجوز أن يكون بشرا، وإذا تركت "الواو" فلم يقصد إلا معنى واحدا وهو كونه مسحرا ثم قرر بكونه بشرا مثلهم"١.
٢- الفصل بضمير الفصل:
يعرف الزمخشري ضمير الفصل بأنه "مختص بالوقوع بين جزأي الجملة٢ وبأنه عند البصريين "فصل"، وعند الكوفيين "عماد"٣، وأن فائدته: الدلالة على أن الوارد بعده خبر لا صفة، ويفيد التوكيد، وإيجاب أن فائدة المسند ثابتة للمسند إليه دون غيره٤، وأشار إلى هذا المعنى في تفسيره الآيات التي فصلت بضمير الفصل من مثل ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ ٥، و ﴿كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا﴾ ٦، و ﴿هُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾ ٧، و ﴿إِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ﴾ ٨، و ﴿الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ﴾ ٩، وغيرها.
٣- الفصل بالجملة الاعتراضية:
فقد تقع الجملة أو الجمل المعترضة في أثناء الكلام فتكون بين المبتدأ وخبره، كما في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ -لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا- أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ ١٠. يقول: ﴿لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ جملة معترضة بين المبتدأ والخبر للترغيب في اكتساب ما لا
٢ الكشاف ٢/ ٢٨٣. تفسير آية ﴿هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ﴾ [هود: ٧٨].
٣ الكشاف ٣/ ٤٩٦. تفسير آية ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ﴾ [الزخرف: ٧٦].
٤ الكشاف ١/ ١٤٦. تفسير آية ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [البقرة: ٥].
٥ الكشاف ١/ ٤٣٤. آل عمران: ٦٢.
٦ الكشاف ٢/ ١٩١. التوبة: ٤٠.
٧ الكشاف ٢/ ٢٦٣. هود: ١٩.
٨ الكشاف ٢/ ١٠٣. الأعراف: ١١٥.
٩ الكشاف ٣/ ٢٨٠. سبأ: ٦.
١٠ الأعراف: ٤٢.