وتفسيره كبير كما وصف حيث احتوى على تفاسير منها تفسير أبي الجارود (١).
وقال الكتاني: وهو في ألف جزء ووجد بواسط في نحو من ثلاثين مجلدا (٢).
فهذه نماذج من كتب التفسير في ذلك العصر الذي برز فيه صرح التفسير بالمأثور شامخا مسندا كاملا للقرآن الكريم، فقد تكاملت أسسه التي أرسيت بثمار تلك الجهود المباركة السابقة، فاجتمعت مع جهود المتقدمين عنايةُ اللاحقين حيث جمعوا وأضافوا ونقدوا، وكان جميعهم عاكفين على هذا العلم، وعضوا عليه بالنواجذ لأنه جمع بين القرآن والسنة، وقد زاد اهتمامهم عندما تلوث هذا العلم بالدخيل بسبب تساهل بعض العلماء في إيرادهم الإسرائيليات بأنواعها، وبسبب صنيع الزنادقة والقصاص والكذابين وأهل الأهواء فوقع التحريف والتأويل والوضع.
فما ورد عن المفسرين الكذابين طرح وفضح كتفسير محمد بن السائب (٣) الكلبي وتفسير محمد بن مروان السدي الصغير (٤)، وكذلك ما ورد عن أهل الأهواء كصالح بن محمد الترمذي فقد كان مرجئا جهميا داعية يقول بخلق القرآن (٥)، وكمقاتل بن سليمان البلخي وقد نسبوه إلى الكذب، وقال الشافعي مقاتل قاتله الله تعالى. قال الحافظ ابن حجر: وإنما قال الشافعي فيه ذلك لأنه
_________
(١) انظر تاريخ بغداد ١١/٢٦٧.
(٢) الرسالة المستطرفة ص ٧٦، ٧٧.
(٣) انظر العجاب د-١٠ وانظر ترجمته في الضعفاء الكبير ٤/٧٦ والمجروحين ٢/٢٥٢، والكامل في الضعفاء ص ٢١٢٧.
(٤) انظر العجاب د-١٠ وانظر ترجمته في الضعفاء الكبير ٤/١٢٦ والمجروحين ٢/٢٨٦، والكامل ١٢٦٦.
(٥) انظر العجاب د-١٠ وانظر ترجمته في المجروحين ١/٢٧٠ وميزان الاعتدال ٢/٢٠٠.


الصفحة التالية
Icon