المنهج في الجمع والتخريج والاختصار:
وقد قمت بجولة علمية باحثا عن الكتب المتعلقة بهذا المشروع، فاستكملت مكتبتي حسب الحاجة، وجمعت ما تفرق من الشوارد والفرائد من تحضيراتي وتقييداتي الصالحة لهذا الباب، حيث انتخبت منها الصفو واللباب، ورتبتها حسب سور القرآن الكريم وآياته، ثم بدأت بالتفسير مصدرا السورة بفضائلها إن صحت الرواية، ثم بتفسير القرآن بالقرآن إن وجد وهو قمة البيان وغالبا ما أعتمد على كتاب أضواء البيان ثم تفسير ابن كثير وتفسير القاسمي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن قال قائل: فما أحسن طريق التفسير؟ فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له (١).
وقد سلكت هذا الطريق متحرياً ما ثبت عن رسوله الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القائل: "ألا إني أوتيت هذا الكتاب ومثله معه" (٢)، وقدمت ما اتفق عليه الشيخان في صحيحيهما، ثم ما انفرد به أحدهما ولا داعي لتخريج الحديث من مصادر أخرى لأن هدفي من التخريج التوصل إلى صحة الحديث وكفى بإطباق الأمة على صحتهما.
قال الزركشي: لطالب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة: الأول: النقل عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا هو الطراز الأول ولكن يجب الحذر من الضعيف والموضوع فإنه كثير وإن سواد الأوراق سواد في القلب... (٣).
_________
(١) مقدمة في أصول التفسير ص ٣٩.
(٢) أخرجه أبو داود في السنن - كتاب السنة - باب في لزوم السنة رقم ٤٦٠٤ وما ذكرته قطعة من الحديث وصححه الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح ١/٥٨ وصحيح الجامع الصغير ٢/٣٧٥.
(٣) البرهان في علوم القرآن٢/١٥٦.