أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة: قوله (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين) قد تقدم الله إليكم فيهم كما تسمعون، وحذركم وأنبأكم بضلالتهم، فلا تأمنوهم على دينكم ولا تنتصحوهم على أنفسكم، فإنهم الأعداء الحسدة الضلال. كيف تأتمنون قوما كفروا بكتابهم، وقتلوا رسلهم، وتحيروا في دينهم، وعجزوا عن أنفسهم؟ أولئك والله هم أهل التهمة والعداوة.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسين بن السكن، ثنا أبو زيد النحوي، أنبأ قيسْ ابن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر، عن ابن عباس قال: كانت بين الأوس والخزرج حرب في الجاهلية، فبينما هم يوماً جلوس إذ ذكروا ما بينهم حتى غضبوا، فقام بعضهم إلى بعض بالسلاح فنزلت: (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله) الآية كلها.
(التفسير- آل عمران آية (١، ١) ح٦٩، ١). وأخرجه الطبري (التفسير ٧/٦٣ ح ٧٥٣٥) عن
أبي كريب عن الحسن بن عطية عن قيس به. وأخرجه البخاري (التاريخ الكبير ٩/٧٦) من طريق إبراهيم
ابن نصر عن الأشجعي عن سفيان الثوري عن الأغر به. والحديث بهذه المتابعات حسن (انظر تفسير ابن أبي
حاتم - الوضع المذكور أعلاه).
قوله تعالى (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، ثنا عمرو بن رافع، ثنا سليمان يعني: ابن عامر عن الربيع بن أنس في قوله: (ومن يعتصم بالله) والاعتصام هو: الثقة بالله.
وسنده حسن.
وانظر حديث النواس بن سمعان المتقدم عند الآية (٦) من سورة الفاتحة.
قوله تعالى (يا أيها الدين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا يحيى بن زكرياء، عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر قال: سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبل وفاته بثلاث يقول: "لا يموتن أحدكم ألا وهو يحسن بالله الظن".
(الصحيح ٤ /٢٢٠٥ ح ٢٨٧٧- ك الجنة وصفة نعيمها، ب الأمر بحسن الظن بالله... ).


الصفحة التالية
Icon