قوله تعالى (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما)
قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال: قال عمرو: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: "فينا نزلت (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما) قال: نحن الطائفتان: بنو حارثة، وبنو سلمة. وما نحب -وقال سفيان مرة: وما يسرّني- أنها لم تنزل، لقول الله: (والله وليهما).
(الصحيح ٨/٧٣ ح ٤٥٥٨- ك التفسير، سورة آل عمران)، ومسلم في (صحيحه ٤/١٩٤٩- ك فضائل الصحابة، ب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم).
قوله تعالى (وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
انظر الآية (١٥) من السورة نفسها.
قوله تعالى (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة)
قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك قال: سمعت عياضا الأشعري قال: شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء: أبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان، وابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض، وليس عياض هذا بالذي حدث سماكا، قال وقال عمر: إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة قال: فكتبنا إليه، إنه قد جاش إلينا الموت واستمددناه، فكتب إلينا أنه قد جاءني كتابكم تستمدوني، وإنى أدلكم على من هو أعز نصرا وأحضر جندا الله عز وجل فاستنصروه، فإن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم فإذا أتاكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني، قال فقاتلناهم فهزمناهم وقتلناهم أربع فراسخ، قال: وأصبنا أموالا، فتشاوروا، فأشار علينا عياض أن نعطي عن كل رأس عشرة، قال: وقال أبو عبيدة: من يراهنني. فقال شاب: أنا إن لم تغضب، قال: فسبقه، فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقران وهو خلفه على فرس عربي.
(المسند رقم ٣٤٤) وصححه أحمد شاكر ومحققو المسند بإشراف أ. د. عبد الله التركي (١/٤٢٢ ح ٣٤٤) وذكره ابن كثير في تفسيره وعزاه لابن حبان والضياء. وقال: وهذا إسناد صحيح (التفسير ٢/٩٣). وأخرجه ابن حبان في طريق محمد بن جعفر به وحسنه شعيب الأرناؤوط (١١/٨٣-٨٤ ح ٤٧٦٦). وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ٦/٢١٣).
العقيصة: الشعر المعقوص وهو نحو في المضفور، وأصل العقص: اللي وإدخال أطراف الشعر في أصوله.
(النهاية لابن الأثير ٣/٢٧٥).