قال النسائي في تفسيره: أنا أبو داود قال: أنا أبو زيد الهدوي، نا شعبة، عن داود بن أبي هند نضرة، عن أبي سعيد (ومن يولهم يومئذ دبره) قال: نزلت في أهل بدر.
(التفسير: ١/٥٢١ و ٥٢٢، ح ٢٢٣ و ٢٢٤) واللفظ للأول. وأخرجه أيضاً أبو داود في (سننه ح ٢٦٤٨ - ك الجهاد، ب في التولي يوم الزحف)، والطبري في تفسيره (١٣/٤٣٦ و ٤٣٧، ح ١٥٧٩٨-١٥٨٠١)، وابن أبن حاتم في تفسيره (سورة الأنفال ح ١٤٧)، والحاكم في (المستدرك ٢/٣٢٧) من طرق عن داود بن أبي هند به، ولفظ ابن أبي حاتم: "كانت لأهل بدر خاصة". وزاد في رواية الطبري رقم ١٥٨٠١: "لم يكن للمسلمين فئة إلا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأما بعد ذلك فإن المسلمين بعضهم فئة لبعض". وفى إسنادها علي بن عاصم وهو صدوق يخطئ كما في (التقريب)، وفي أخرى للطبري (رقم ١٥٧٩٨) :"... ولو انحازوا انحازوا إلى المشركين، ولم يكن يومئذ مسلم في الأرض غيرهم". وقد قال الحاكم: "صحيح علي شرط مسلم". وأقره الذهبي، وصححه أيضاً الألباني في (صحيح أبى داود ٢/٥٠٢ رقم ٢٤٠٦)، ومحققا النسائي وابن أبي حاتم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة: (ومن يولهم يومئذ دبره)، قال: ذلكم يوم بدر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: أكبر الكبائر الشرك بالله، والفرار من الزحف، لأن الله عز وجل يقول: (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير).
قوله تعالى (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسناً إن الله سميع عليم)
قال الحاكم: أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، ثنا جدى ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يريده، فاعترض رجال من المؤمنين، فأمرهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فخلوا سبيله، فاستقبله مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار، ورأى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ترقوة أبي من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة، فطعنه بحريته فسقط أبي عن فرسه، ولم يخرج من طعنته دم، فكسر ضلعاً من أضلاعه، فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور