فقالوا له: ما أعجزك إنما هو خدش؟ فذكر لهم قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بل أنا أقتل أبياً" ثم قال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين، فمات أبي إلى النار، فسحقاً لأصحاب السعير، قبل إن يقدم مكة فأنزل الله (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) الآية.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (المستدرك ٢/٣٢٧ - ك التفسير، سورة الأنفال وصححه الذهبي وابن الملقن).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: رفع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يده يوم بدر فقال: يارب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا! فقال له جبريل: خذ قبضة من التراب! فأخذ قبضة من التراب، فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة، فولوا مدبرين.
(التفسير ١٣/٤٤٥ ح ١٥٨٢٧)، وأخرجه ابن أبي حاتم (التفسير - سورة الأنفال/١٧ ح ١٧٤) من طريق أبيه، عن أبي صالح به. وهذا الإسناد جيد محتج به، وتقدم الكلام عليه عند الآية (٢٩) من سورة النساء. والحديث أورده الهيثمي في (مجمع الزوائد ٦/٧٤) وعزاه للطبراني ثم قال: إسناده حسن.
قوله تعالى (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين)
قال النسائي: أنا عبيد بن سعيد بن إبراهيم بن سعد، نا عمي، نا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: حدثني عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: كان المستفتح يوم بدر أبو جهل، وإنه قال حين التقى القوم: اللهم أينا كان أقطع للرحم، وأتى لما لا نعرف فافتح الغد، وكان ذلك استفتاحه، فأنزل الله (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح).
(التفسير ١/٥١٨ ح ٢٢١)، وأخرجه أحمد (المسند ٥/٤٣١)، والطبري (التفسير ١٣/٤٥٢ ح ١٥٨٣٩)، وابن أبي حاتم (التفسير الأنفال/١٩ ح ١٨٣)، والحاكم (المستدرك ٢/٣٢٨) من طرق عن ابن شهاب به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وعند هؤلاء جميعاً: "فأحسنه الغداة". وفي إسناده عبد الله بن ثعلبة له رؤية ولم يثبت له سماع، وله شاهد أخرجه الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: لما اصطف القوم قال أبو جهل: الله أولانا بالحق فانصره.


الصفحة التالية
Icon