خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، وأن من بدأ الخلق فالإعادة عليه أسهل، كما قال تعالى: (أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير).
وانظر سورة سبأ آية (٣٣) لبيان الأغلال، وكذا في سورة غافر آية (٧١).
قوله تعالى (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ)
قال الشنقيطي: قوله تعالى (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات) الآية. المراد بالسيئة هنا: العقوبة وإنزال العذاب قبل الحسنة أي قبل العافية، وقيل الإيمان، وقد بين تعالى في هذه الآية أن الكفار يطلبون منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يعجل لهم العذاب الذي يخوفهم به إن تمادوا على الكفر، وقد بين هذا المعنى في آيات كثيرة، كقوله (ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده)، وكقوله: (ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغته وهم لايشعرون)، وكقوله (يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين)، وقوله (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين)، وقوله (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) الآية.
وسبب طلبهم لتعجيل العذاب هو العناد، وزعم أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كاذب فيما يخوفهم به من بأس الله وعقابه، كما قال تعالى (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه)، وكقوله: (يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين)، وقوله (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله: (وقد خلت من قبلهم المثلات) وقائع الله في الأمم فيمن خلا قبلكم، وقوله: (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة)، وهم مشركو العرب، استعجلوا بالشر قبل الخير، وقالوا: (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) الأنفال: ٣٢.