قوله تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرض مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرض زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيات لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
هذا المثل شبيه بالمثل المتقدم في سورة الكهف آية (٤٥) وسورة الزمر آية (٢١).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله: (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها)، الآية، إي والله، من تشبث بالدنيا وحدب عليها، لتوشك الدنيا أن تلفظه وتقضي منه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة: (وازينت) قال: أنبتت وحسنت.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة: (كأن لم تغن بالأمس)، يقول: كأن لم تعش، كأن لم تنعم.
قوله تعالى (والله يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
قال أحمد: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا همام عن قتادة، عن خليد المصري عن أبي الدرداء قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى... " الحديث.
(المسند ٥/١٩٧، والزهد ص ١٩، وأخرجه أيضاً أبو داود الطيالسي (ح ٩٧٩)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ح ٦٨٦ و٣٣٢٩)، والحاكم في المستدرك (٢/٤٤٤-٤٤٥)، وأبو نعيم في الحلية (١/٢٢٦ و٢/٢٣٣-٢٣٤ و٩/٦٠)، والبغوي في شرح السنة (ح ٤٠٤٥) وغيرهم من طرق عن قتادة به، وصحح إسناده الحاكم، وأقره الذهبي، وقال الهيثمي في المجمع (٣/١٢٢) : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وأورده الألباني في (الصحيحة ح ٤٤٣) وقال إسناد صحيح على شرط مسلم. وقد صرح قتادة بالتحديث عند الحاكم وأخرجه الطبري (ح ١٧٦٠٨) وابن أبي حاتم في تفسيره (سورة يونس ح ٢٠٠٩) تحت هذه الآية من طريق عباد بن راشد عن قتادة به، وزادا: قال: وأنزل ذلك في القرآن في قوله: (والله يدعو إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم) واللفظ للطبري، وعباد صدوق له أوهام، وصحح إسناده أحمد شاكر رحمه الله).


الصفحة التالية
Icon