فبشره بالجنة فقال أصحابه: يا رسول الله أمن بيننا؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أما سمعتم قول الله عز وجل (ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد) ".
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. (المستدرك ٢/٣٥١- ك التفسير). قال الذهبي: محمد ابن يزيد مكي، قال أبو حاتم: شيخ صالح في حديثه.
قوله تعالى (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (١٥) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ)
قال الترمذي: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق، يقول: إني وُكلتُ بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إلهاً آخر، وبالمصورين".
(السنن ٤/٧٠١ ح ٢٥٧٤- ك صفة جهنم، ب ما جاء في صفة النار). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. وأخرجه أحمد (المسند ٢/٣٣٦) عن عبد الصمد، عن عبد العزيز بن مسلم به. وقال الألباني: صحيح (صحيح الترمذي ح ٢٠٨٣). وقال مرة: إسناده على شرط الشيخين (الصحيحة ح ٥١٢). وصحح سنده الحسين عبد المجيد هاشم في تكملة تحقيق المسند (١٦/١٨٤ ح ٨٤١١).
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد: (واستفتحوا)، قال: الرسل كلها. يقول: استنصروا على قومهم (عنيد) قال: معاند للحق مجانبه.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله: (من ماء صديد)، قال: قيح ودم.
قال ابن كثير: (ويسقى من ماء صديد) أي في النار ليس له شراب إلا من حميم أو غساق، فهذا في غاية الحرارة، وهذا غاية البرد والنتن، كما قال: (هذا فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج).