أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون) إنما بعث الله المرسلين أن يوحد الله وحده، ويطاع أمره، ويجتنب سخطه.
قوله تعالى (خلق السموات والأرض بالحق تعالى عما يشركون)
انظر سورة الحجر آية ٨٥ وتفسيرها.
قوله تعالى (خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين)
قال ابن ماجة: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حريز ابن عثمان، حدثني عبد الرحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفير، عن بسر بن جحاش القرشي، قال: بزق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في كفه، ثم وضع أصبعه السبابة وقال: "يقول الله عز وجل: أنّى تعجُزني، ابن آدم! وقد خلقتك من مثل هذه، فإذا بلغت نفسك هذه (وأشار إلى حلقه) قلت: أتصدق. وأنى أوان الصدقة؟ ".
(السنن ٢/٩٠٣ ح ٢٧٠٧- ك الوصايا، ب النهي عن الإمساك في الحياة والتبذير عند الموت).
قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات.. (مصباح الزجاجة ٩/٩٧). وأخرجه الحاكم (المستدرك ٢/٥٠٢) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قال الألباني: صحيح (صحيح الجامع ح ٨٠٠٠، وانظر (السلسلة الصحيحة ح ١٠٩٩).
قال الشنقيطي: قوله تعالى (خلق الإنسان من نطفة). ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه خلق الإنسان من نطفة، وهي مني الرجل ومني المرأة؛ بدليل قوله تعالى: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج) أي، خلاط من ماء الرجل وماء المرأة... إذا عرفت معنى ذلك، فاعلم أنه تعالى بين أن ذلك الماء الذي هو النطفة، منه ما هو خارج من الصلب. أي وهو ماء الرجل، ومنه ما هو خارج من الترائب وهو ماء المرأة، وذلك في قوله جل وعلا (فلينظر الإنسان مما خلق. خلق من ماء دافق. يخرج من بين الصلب والترائب) لأن المراد بالصلب صلب الرجل وهو ظهره، والمراد بالترائب ترائب المرأة وهي موضع القلادة منها.