فقال: إني لا آمن أن يكون العام بين الناس قتال فيصدوك عن البيت، فلو أقمتَ. فقال: قد خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فإن حِيل بيني وبينه أفعل كما فعل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) ثم قال: أشهدكم أني قد أوجبت مع عُمرتي حجًّا. قال: ثم قدم فطاف لهما طوافا واحداً.
(الصحيح ٣/٥٧٧ ح١٦٣٩ - ك الحج، ب طواف القارن)، وأخرجه مسلم (٢/٩٠٣ ح١٦٣٩، ١٦٤٠، ١٧٠٨، ١٧٢٩).
قوله تعالى (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله) وكان الله قد وعدهم في سورة البقرة فقال (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه) خيرهم وأصبرهم وأعلمهم بالله (متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) هذا والله البلاء والنقص الشديد، وإن أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما رأوا ما أصابهم من الشدة والبلاء (قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما) وتصديقا بما وعدهم الله، وتسليما لقضاء الله.
قوله تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
قال مسلم: وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا بهز حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال: قال أنس: عمِّى الذي سُميت به لم يشهد مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بدراً. قال: فشق عليه. قال: أول مشهد شهده رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غُيّبت عنه. وإن أراني الله مشهداً، فيما بعد، مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ليراني الله ما أصنع. قال: فهاب أن يقول غيرها. قال: فشهد مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم أحد. قال: فاستقبل