قوله تعالى (أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) قال: زينب بنت جحش وكراهتها نكاح زيد بن حارثة حين أمرها به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قوله تعالى (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)
قال مسلم: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا داود بهذا الإسناد نحو حديث ابن علية. وزاد: قالت: ولو كان محمد - ﷺ - كاتماً شيئاً مما أُنزل عليه لكتم هذه الآية: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ).
(الصحيح ١/١٦٠ ك الإيمان، ب معنى قوله تعالى: (ولقد رآه نزلة أخرى... ) بعد رقم ١٧٧.
وحديث ابن علية الذي أحال عليه مسلم هو قول عائشة: ثلاث من تكلم بواحدة منهن قد أعظم على الله الفرية).
قال البخاري: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا معلى بن منصور عن حماد ابن زيد، حدثنا ثابت عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن هذه الآية (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة.
(صحيح البخاري ٨/٣٨٣ ك التفسير - سورة الأحزاب، ب (الآية) ح٤٧٨٧).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه) وهو زيد أنعم الله عليه بالإسلام، وأنعمت عليه أعتقه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه) قال: وكان يخفي في نفسه ودّ أنه طلقها، قال الحسن: ما أنزلت عليه آية كانت أشد عليه منها قوله (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) ولو كان نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كاتماً شيئاً من الوحي لكتمها (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) قال: خشي نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مقالة الناس.