أخرج عبد الرزاق والطبري بسنديهما الصحيح عن قتادة قوله (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) قال: نزلت في زيد، إنه لم يكن بابنه، ولعمري ولقد ولد له ذكور، إنه لأبو القاسم وإبراهيم والطيب والمطهر (ولكن رسول الله وخاتم النبيين) أي: آخرهم (وكان الله بكل شيء عليما).
قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (اذكروا الله ذكرا كثيرا) يقول: لا يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر، فإن الله لم يجعل له حدا ينتهي إليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله، قال (اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) بالليل والنهار في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال وقال (وسبحوه بكرة وأصيلا) فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته قال الله عز وجل (هو الذي يصلي عليكم وملائكته).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله (وسبحوه بكرة وأصيلا) صلاة الغداة، وصلاة العصر.
قوله تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ... )
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يُحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمْه. لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة".
(صحيح البخاري ٢/١٦٧ ح٦٥٩ - ك الأذان، ب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة..).
وأخرجه مسلم بنحوه (١/٤٥٩) ك المساجد، ب فضل صلاة الجمعة... ح٢٧٣، ٢٧٤).


الصفحة التالية
Icon