أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) الآية، قال: هذا قول صنف منهم (أو تقول لو أن الله هداني) الآية، قال: هذا قول صنف آخر: (أو تقول حين ترى العذاب).. الآية، يعني بقوله (لو أن لي كرة) رجعة إلى الدنيا، قال: هذا صنف آخر.
أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) قال: أخبر الله ما العباد قائلوه قبل أن يقولوه، وعملهم قبل أن يعملوه، قال: (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في الله أو تقول لو أن الله هداني)... إلى قوله (فأكون من المحسنين) يقول: من المهتدين، فأخبر الله سبحانه أنهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى، وقال: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) وقال: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة)، قال: ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى، كما حلنا بينهم وبينه أول مرة في الدنيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة يقول الله ردا لقولهم، وتكذيباً لهم، يعني لقول القائلين: (لو أن الله هداني)، والصنف الآخر: (بلى قد جاءتك آياتي) … الآية.
قوله تعالى (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٨) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
انظر سورة البقرة آية (١٦٧) وسورة الأعراف آية (٣٦) وسورة الشعراء آية (١٠٢).
قوله تعالى (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ)
انظر سورة آل عمران آية (١٠٦).


الصفحة التالية
Icon