قوله تعالى (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)
قال البخاري: حدثني محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت طاوسا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سُئل عن قوله (إلا المودة في القربى) فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال ابن عباس: عجلتَ، إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يكن بطنٌ من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة.
(الصحيح ٨/٤٢٦ ح٤٨١٨ - ك التفسير - سورة الشورى، ب الآية).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (قل لا أسألكم عليه من أجر إلا المودة في القربى) قال: كان لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قرابة في جميع قريش، فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه قال: يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني احفظوا قرابتي فيكم لا يكن غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قال: قال الحسن في قوله: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قل لا أسألكم على ما جئتكم به، وعلى هذا الكتاب أجرا، إلا المودة في القربى، إلا أن توددوا إلى الله بما يقربكم إليه، وعمل بطاعته.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي في قول الله عز وجل (ومن يقترف حسنة) قال: يعمل حسنة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (إن الله غفور) للذنوب، (شكور) للحسنات يضاعفها.
قوله تعالى (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ) أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ) فينسيك القرآن.
وانظر سورة الحاقة آية (٤٤) وتفسيرها في بيان الرد على المكذبين لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.