أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض) الآية... قال: كان يقال: خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك.
قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (من بعد ما قنطوا) قال: يئسوا.
قال ابن كثير: وقوله (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا) أي: من بعد إياس الناس من نزول المطر، ينزله عليهم في وقت حاجتهم وفقرهم إليه، كقوله: (وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين).
قوله تعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (وما بث فيهما من دابة) قال: الناس والملائكة (وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) يقول: وهو على جمع ما بث فيهما من دابة إذا شاء جمعه، ذو قدرة لا يتعذر عليه، كما لم يتعذر عليه خلقه وتفريقه.
قوله تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
قال الترمذي: حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر - واسمه: أحمد بن عبد الله الهمداني الكريمة - قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبي جحيفة، عن عليّ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من أصاب حداً فعجل عقوبته في الدنيا فالله أعدل من أن يثني على عبده العقوبة في الآخرة، ومن أصاب حداً فستره الله عليه وعفا عنه فالله أكمل من أن يعود إلى شيء قد عفا عنه".
(السنن ٥/١٦ ح٢٦٢٦ - ك الإيمان، ب ما جاء لا يزني الزاني وهو مؤمن)، وأخرجه ابن ماجة (٢/٨٦٨ ح٢٦٠٤ - ك الحدود، ب الحد كفارة) من طريق محمد بن عبيد المديني. والحاكم (المستدرك ٢/٤٤٥ - ك التفسير) من طريق محمد بن الفرج، كلاهما عن حجاج بن محمد به. قال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد من طريق يونس به، وصححه أحمد شاكر (المسند ٢/١١٨، ١١٩ رقم٧٧٥) وقال الزيلعي: رواه الترمذي وابن ماجة بإسناد متصل ثابت (تخريج أحاديث الكشاف ٣/٢٤٢).


الصفحة التالية
Icon