قوله تعالى (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ)
قال ابن كثير: وقوله (ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير) أي: ليس لكم حصن تتحصنون فيه، ولا مكان يستركم وتتنكرون لربكم فيه، فتغيبون عن بصره -تبارك وتعالى- بل هو محيط بكم بعلمه وبصره وقدرته، فلا ملجأ منه إلا إليه، (يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (ما لكم من ملجأ) قال: من محرز. وقوله (من نكير) قال: ناصر ينصركم.
قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ)
قال ابن كثير: وقوله (فإن أعرضوا)، يعني: المشركين. (فما أرسلنا عليهم حفيظاً)، أي: لست عليهم بمصيطر. وقال تعالى: (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء). وقال تعالى: (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب). وقال ها هنا: (إن عليك إلا البلاغ)، أي: إنما كلفناك أن تبلغهم رسالة الله إليهم.
قوله تعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتدة، قوله (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) قادر والله ربنا على ذلك أن يهب للرجل ذكورا ليست معهم أنثى، وأن يهب للرجل ذكرانا وإناثا، فيجمعهم له جميعا (ويجعل من يشاء عقيما) لا يولد له.