أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ) : أنبأكم أنه أعطى القوم ما لم يعطكم.
قوله تعالى (وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)
انظر سورة الأنعام آية (١٠) لبيان حاق أي: وقع.
قوله تعالى (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ)
قال الترمذي: حدثنا علي بن حجر. أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود عن الشعبي عن علقمة قال: قلتُ لابن مسعود - رضي الله عنه -: هل صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليلة الجن منكم أحد؟ قال: ما صحبه منا أحد ولكن قد افتقدناه ذات ليلة وهو بمكة، فقلنا اغتيل أو استُطير ما فُعل به؟ فبتنا بشرّ ليلة بات بها قوم، حتى إذا أصبحنا أو كان في وجه الصبح، إذا نحن به يجيء من قبل حراء، قال: فذكروا له الذي كانوا فيه، فقال: "أتاني داعي الجن، فأتيتهم فقرأت عليهم" فانطلق فأرانا أثرهم وأثر نيرانهم. قال الشعبي: وسألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة، فقال: "كل عظم يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما كان لحماً، وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم"، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم الجن".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. (السنن ٥/٣٨٢-٣٨٣ ح٣٢٥٨ - ك التفسير)، وصححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي) وأخرجه مسلم من طريق علي بن حجر به نحوه، وأخرجه من طريق عبد الأعلى عن داود به نحوه (الصحيح ٢/٢٤ - ك الصلاة، ب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن. طبعة بيروت).
قال الحاكم: أخبرني أحمد بن محمد العنبري ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الجن ثلاثة أصناف، صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون".
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (المستدرك ٢/٤٥٦ - ك التفسير، وصححه الذهبي).


الصفحة التالية
Icon