قال النسائي: أخبرنا علي بن حجر، حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن أبي حرملة، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء، أنه سمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يقص على المنبر يقول: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت: وإن زنا وإن سرق يا رسول الله؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الثانية: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت: الثانية: وإن زنا وإن سرق يا رسول الله؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الثالثة: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت الثالثة: وإن زنا وإن سرق يا رسول الله؟ قال: "وإن رغم أنف أبي الدرداء".
(التفسير ٢/٣٧٤-٣٧٥ ح٥٨٠)، وأخرجه أحمد (المسند ٢/٣٥٧)، والطبري (التفسير ٢٧/١٤٦) من طرق عن محمد بن أبي حرملة به. وأخرجه ابن خزيمة (التوحيد ٢/٨١٠-٨١١ ح٥٣٣) من طريق محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبي الدرداء به. وفي آخره قول أبي الدرداء. فلا أزال أقرؤها كذلك حتى ألقاه. وهو عند النسائي من الطريق نفسه (التفسير ح٥٨١). وقد عزاه الهيثمي لأحمد والطبراني، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح. (مجمع الزوائد ٧/١١٨). وصححه محقق تفسير النسائي وأخرجه ابن أبي عاصم من طريق عمرو بن الأسود عن أبي الدرداء مختصرا وصححه الألباني (السنة ح٩٧٥).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قال: وعد الله جل ثناؤه المؤمنين الذين خافوا مقامه، فأدوا فرائضه الجنة.
أخرج الطبري بأسانيد يقوى بعضها بعضاً عن مجاهد، قوله (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قال: هو الرجل يهم بمعصية الله تعالى، ثم يتركها مخافة الله.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قال: إن المؤمنين خافوا ذاكم المقام فعملوا له، ودانو له، وتعبدوا بالليل والنهار.
قوله تعالى (ذَوَاتَا أَفْنَانٍ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (ذَوَاتَا أَفْنَانٍ) يعني: فضلهما وسعتهما على سواهما.
قوله تعالى (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ) انظر سورة الكهف آية (٣١).