(ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) وأما في الآخرة فإنه قال: (فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم).
وانظر سورة الشورى آية (٤٥).
قوله تعالى (فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) انظر سورة الأعراف آية (١٨٢).
قال ابن كثير: ثم قال تعالى (فذرني ومن يكذب بهذا الحديث) يعني القرآن وهذا تهديد شديد، أي: دعني وإياه مني ومنه أنا أعلم به كيف أستدرجه، وأمده في غيه وانظر، ثم آخذه أخذ عزيز مقتدر. ولهذا قال: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) أي: وهم لا يشعرون، بل يعتقدون أن ذلك من الله كرامة، وهو في نفس الأمر إهانة، كما قال (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون).
قوله تعالى (وأملي لهم إن كيدي متين)
انظر سورة الأعراف آية (١٨٣) وانظر سورة هود الآية (١٠٢) وفيها حديث أبي موسى في صحيح مسلم.
قوله تعالى (أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون) انظر سورة الطور آية (٤٠-٤١).
قوله تعالى "فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم)
قال ابن كثير: يقول تعالى (فاصبر) يا محمد على أذى قومك لك وتكذيبهم، فإن الله سيحكم لك عليهم، ويجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والآخرة (ولا تكن كصاحب الحوت) يعني: ذا النون، وهو يونس بن متى عليه السلام، حين ذهب مغاضبا على قومه، فكان من أمره ما كان من ركوبه في البحر والتقام الحوت له، وشرود الحوت في البحر وظلمات غمرات اليم، وسماعه تسبيح البحر بما فيه للعلي القدير، الذي لا يرد ما أنفذه من التقدير، فحينئذ نادى في الظلمات (أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)