سورة عبس
نزولها
قال الترمذي: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، حدثني أبي قال: هذا ما عرضنا على هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: أنزل (عبس وتولى) في ابن أم مكتوم الأعمى، أتي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رجل من عظماء المشركين فجعل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعرض عنه ويُقبل على الآخر ويقول: أترى بما تقول بأسا، فيُقال لا، ففي هذا أنزل.
(السنن ٥/٤٣٢- ك التفسير وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي وأخرجه ابن حبان (الإحسان ٢/٢٩٣-٢٩٤ ح ٥٣٥ من طريق: عبد الرحيم بن سليمان)، والحاكم في (المستدرك ٢/٥١٤ من طريق محمد بن زياد، عن سعيد بن يحيى كلاهما عن هشام بن عروة به وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الأرناؤوط محقق الإحسان).
قوله تعالى (أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (أن جاءه الأعمى) قال: رجل من بني فهر يقال له ابن أمّ مكتوم.
وأخرجه الطبري بنحوه بسنده الحسن عن قتادة.
قوله تعالى (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (٧) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (٨) وَهُوَ يَخْشَى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (أما من استغنى) قال: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، (وما عليك ألا يزكى) يقول: وأي شيء عليك أن لا يتطهّر من كفره فيسلم؟، (وأما من جاءك يسعى وهو يخشى) يقول: وأما هذا الأعمى الذي جاءك سعيا، وهو يخشى الله ويتقيه (فأنت عنه تلهى) يقول: فأنت عنه تعرض، وتشاغل عنه بغيره وتغافل.