قوله تعالى (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ... )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء) قال: مثل ضربه الله لمن عدل به شيئا من خلقه، يقول: أكان أحدكم مشاركا مملوكه في فراشه وزوجته، فكذلكم الله لا يرضى أن يعدل به أحد من خلقه.
قوله تعالى (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
قال البخاري: حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري قال، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما من مولود إلا يُولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تُنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم).
(صحيح البخاري ٨/٣٧٢ ح٤٧٧٥ - ك التفسير - سورة الروم، ب (لا بديل لحلق الله))، (صحيح مسلم، ٤/٢٠٤٧ - ك القدر، ب معنى كل مولود يولد على الفطرة... )، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان ١/٣٤١ ح١٣٢)، والحاكم في (المستدرك ٢/١٢٣)، والضياء المقدسي في (المختارة ٤/٢٤٧-٢٤٩ ح١٤٤٤-١٤٤٦) من حديث الأسود بن سريع - رضي الله عنه -، وفيه النهي عن قتل الذرية في الحرب، وقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أوَليس خياركم أولاد المشركين... " وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وانظر حديث عياض بن حمار المتقدم عند الآية (١٦٨) من سورة البقرة.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد (فطرة الله) قال: الدين الإسلام.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد (لا تبديل لخلق الله)، قال: لدينه.
قال ابن كثير: وقوله تعالى (ذلك الدين القيم) أي: التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القويم المستقيم (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) أي: