وبناء عليه: لا تسمى ترجمة القرآن قرآنا، وإنما هي تفسير، كما لا تسمى القراءة الشاذة (وهي التي لم تنقل بالتواتر وإنما بالآحاد) قرآنا، مثل قراءة ابن مسعود في فيئة الإيلاء «١» :«فإن فاءوا- فيهن- فإن الله غفور رحيم» [البقرة ٢/ ٢٢٦] وقراءته أيضا في نفقة الولد: «وعلى الوارث- ذي الرحم المحرم- مثل ذلك» [البقرة ٢/ ٢٣٣]، وقراءته في كفارة يمين المعسر: «فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام- متتابعات-» [المائدة ٥/ ٨٩].
أسماء القرآن:
للقرآن أسماء: هي القرآن، والكتاب، والمصحف، والنور، والفرقان «٢».
وسمّي قرآنا، لأنه التنزيل المتلو المقروء، وقال أبو عبيدة: سمّي القرآن، لأنه يجمع السّور، فيضمها. قال تعالى: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
[القيامة ٧٥/ ١٧] أي جمعه وقراءته، ومن المعلوم أن القرآن نزل تدريجيا شيئا بعد شيء، فلما جمع بعضه إلى بعض سمّي قرآنا.
وسمّي كتابا من الكتب أي الجمع، لأنه يجمع أنواعا من القصص والآيات والأحكام والأخبار على نحو مخصوص.
وسمّي مصحفا من أصحف أي جمع فيه الصحف، والصحف جمع الصحيفة:
وهي قطعة من جلد أو ورق يكتب فيه. وروي أن أبا بكر الصديق استشار الناس بعد جمع القرآن في اسمه، فسمّاه مصحفا.
وسمّي نورا، لأنه يكشف الحقائق، ويبين الغوامض من حلال وحرام
(٢) تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان للعلامة النظام- نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري بهامش تفسير الطبري: ١/ ٢٥، تفسير الرازي: ٢/ ١٤.