وإذا سبّه ثم أسلم تقيّة من القتل، يسقط إسلامه قتله في مشهور مذهب مالك لأن الإسلام يجبّ ما قبله، بخلاف المسلم إذا سبّه ثم تاب، قال الله عز وجل: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا: إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ [الأنفال ٨/ ٣٨].
قال القرطبي في قوله تعالى: لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ: وذلك يقتضي أن يكون الغرض من قتالهم دفع ضررهم، لينتهوا عن مقاتلتنا ويدخلوا في ديننا.
التحريض على قتال المشركين الناكثين أيمانهم وعهودهم
[سورة التوبة (٩) : الآيات ١٣ الى ١٥]
أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣) قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٥)
الإعراب:
فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ: فيه ثلاثة أوجه:
الأول- أن يكون فَاللَّهُ مبتدأ، وأَنْ تَخْشَوْهُ: بدل منه، وأَحَقُّ خبر المبتدأ.
الثاني- أن يكون فَاللَّهُ مبتدأ، وأَحَقُّ: خبره، وأَنْ تَخْشَوْهُ: في موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر، تقديره: فالله أحق من غيره بأن تخشوه، أي بالخشية.
الثالث- أن يكون فَاللَّهُ مبتدأ، وأَنْ تَخْشَوْهُ: مبتدأ ثان، وأَحَقُّ: خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره: خبر المبتدأ الأول.