الْبَوارِ.. الْقَرارُ.. النَّارِ سجع مرصّع.
قُلْ: تَمَتَّعُوا تهديد ووعيد.
المفردات اللغوية:
أَلَمْ تَرَ تنظر الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً أي بدلوا شكر نعمته كفرا، بأن وضعوه مكانه، وهم كفار قريش وَأَحَلُّوا أنزلوا قَوْمَهُمْ الذين شايعوهم في الكفر، بإضلالهم إياهم دارَ الْبَوارِ دار الهلاك بحملهم على الكفر، والقوم البور: هم الهالكون كقوله تعالى: وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً [الفتح ٤٨/ ١٢] يَصْلَوْنَها يدخلونها ويقاسون حرها وَبِئْسَ الْقَرارُ أي وبئس المقر جهنم أَنْداداً شركاء، جمع ندّ: وهو المثل والشريك والشبيه لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ وهو التوحيد أو دين الإسلام، وليس الضلال والإضلال غرضهم في اتخاذ الأنداد، لكن لما كان نتيجته جعل كالغرض تَمَتَّعُوا بدنياكم قليلا. مَصِيرَكُمْ مرجعكم.
قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا خصهم بالإضافة تنويها لهم وتنبيها على أنهم المقيمون لحقوق العبودية. ومقول قُلْ محذوف، دل عليه جوابه، أي قل لعبادي الذي آمنوا: أقيموا يقيموا الصلاة سِرًّا وَعَلانِيَةً أي وقت السر والعلانية أو ذوي سر وعلانية، أو إنفاق سر وعلانية لا بَيْعٌ فِيهِ لا فداء، بأن يبيع ما يفدي به نفسه وَلا خِلالٌ مخالة، أي صداقة تنفع، وذلك اليوم هو يوم القيامة.
سبب النزول: نزول الآية (٢٨) :
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا.. قال ابن عباس: هؤلاء هم كفار مكة.
وأخرج الحاكم وابن جرير والطبراني وغيرهم عن عمر وعلي رضي الله عنهما أنهما قالا في المبدّلين: هم الأفجران من قريش: بنو المغيرة، وبنو أمية، فأما بنو المغيرة فقطع الله تعالى دابرهم يوم بدر- أو فكفيتموهم
- وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين.
المناسبة:
بعد أن بيّن الله تعالى أحوال السعداء وأحوال الأشقياء، عاد إلى وصف أحوال الكفار في هذه الآية: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا.. وهم أهل مكة، حيث أسكنهم الله تعالى حرمة الآمن، وجعل عيشهم في السعة، وبعث فيهم محمدا


الصفحة التالية
Icon