الإعراب:
إِنَّما سُلْطانُهُ.. هُمْ بِهِ هاء (سلطانه) تعود على الشيطان، وهاء بِهِ لله تعالى، وهو مما جاء في التنزيل من ضميرين مختلفين، مثل الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ، وَأَمْلى لَهُمْ [محمد ٤٧/ ٢٥] أي سول الشيطان، وأملى الله تعالى، كقوله: أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ [آل عمران ٣/ ١٧٨] وقيل: هاء بِهِ تعود على الشيطان أيضا.
وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ معطوفان على محل لِيُثَبِّتَ أي تثبيتا وهداية وبشارة، فهما مفعولان لأجله.
البلاغة:
فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ مجاز مرسل من إطلاق المسبّب على السبب، أي إذا أردت قراءة القرآن.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ جملة اعتراضية لبيان حكمة النسخ، وفيه التفات من المتكلم إلى الغائب، وذكر اسم الله للمهابة.
لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ استعار اللسان للغة والكلام، والعرب تستعمل اللسان بمعنى اللغة مثل وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ [إبراهيم ١٤/ ٤].
أَعْجَمِيٌّ وعَرَبِيٌّ بينهما طباق.
المفردات اللغوية:
فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ أي أردت قراءته فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ.. أي قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أي ألجأ إلى الله لحمايتي من وساوس الشيطان في القراءة، وذلك في كل ركعة للمصلي لأن الحكم المترتب على شرط يتكرر بتكرره قياسا. سُلْطانٌ تسلط وقوة واستيلاء.
يَتَوَلَّوْنَهُ بطاعته، يقال: توليته: أطعته، وتوليت عنه: أعرضت. هُمْ بِهِ بالله.
بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ بنسخها أو رفعها وإنزال غيرها، لمصلحة العباد. قالُوا: إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ أي قال الكفار للنبي صلّى الله عليه وسلّم: إنما أنت كذاب، تقوله من عندك. بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ حقيقة القرآن وحكمة النسخ وتمييز الخطأ من الصواب. قُلْ: نَزَّلَهُ قل لهم يا محمد: نَزَّلَهُ


الصفحة التالية
Icon