الإعراب:
رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا مفعول لأجله.
وَكَمْ أَهْلَكْنا كَمْ: منصوبة ب أَهْلَكْنا.
بَطِرَتْ مَعِيشَتَها منصوب بحذف حرف الجر، أي بطرت في معيشتها، ولا يجوز نصبه على التمييز، لأن التمييز لا يكون إلا نكرة، ومعيشتها: معرفة.
البلاغة:
إِنَّكَ لا تَهْدِي وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي بينهما طباق السلب.
حَرَماً آمِناً مجاز عقلي، نسب الأمن إلى الحرم، وهو لأهله، وعلاقته المكانية.
أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً... أورد الكلام بصيغة الاستفهام ليكون أبلغ في الاعتراف بترجيح منافع الآخرة على منافع الدنيا.
المفردات اللغوية:
إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ هدايته، أي لا تقدر أن تدخله في الإسلام. يَهْدِي مَنْ يَشاءُ فيدخله في الإسلام، والهداية نوعان: الدلالة والإرشاد إلى الخير، والتوفيق بعد توافر أصل الهداية. وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ عالم بالمستعدين للهداية. وَقالُوا أي قريش. نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا ننتزع منها بسرعة، أي نخرج من البلاد. أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً أو لم نجعل مكانهم حرما ذا أمن من الإغارة والقتل، بحرمة البيت الذي فيه ويتناحر العرب حوله، وهم آمنون فيه. يُجْبى إِلَيْهِ يحمل إليه ويجمع فيه، جبى الماء: جمعه، والجابية: الحوض العظيم. ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ من كل مكان. رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا رزقا لهم من عندنا. لا يَعْلَمُونَ أن ما نقوله حق، فهم جهلة لا يتفطنون له ولا يتفكرون ليعلموا. والمعنى المراد: فإذا كان هذا حالهم، وهم عبدة الأصنام، فكيف نعرّضهم للخوف والتخطف إذا ضموا إلى حرمة البيت حرمة التوحيد؟
وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها أي كم من أهل قرية كانت حالهم كحالكم في الأمن وخفض العيش حتى أشروا، فدمر الله عليهم وخرب ديارهم. فقوله: بَطِرَتْ مَعِيشَتَها من البطر: وهو الأشر وقلة احتمال النعمة، والمراد من بطرت: بغت وتجبرت ولم ترع حق الله في زمن معيشتها. إِلَّا قَلِيلًا أي لم تسكن إلا فترات قليلة للمارة يوما أو بعضه، من شؤم معاصيهم.
وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ منهم، إذ لم يخلفهم أحد في ديارهم وتصرفاتهم.
وَما كانَ رَبُّكَ وما كانت عادته. أُمِّها أصلها وعاصمتها (قصبتها) وأعظمها.