لا يعلم الغيب إلا الله
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٦٥ الى ٦٦]
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٦٥) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ (٦٦)
الإعراب:
الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ اللَّهُ: بدل مرفوع من «من» لأنه استثناء من منفي.
بَلِ ادَّارَكَ أي تتابع، وأصله «تدارك» فأبدل من التاء دالا، وأدغم الدال في الدال.
وقرئ «ادّرك» أي تناهي علمهم وكمل في أمر الآخرة.
فِي الْآخِرَةِ فِي بمعنى الباء، والمضاف محذوف، أي بل ادّرك علمهم بحدوث الآخرة، بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها أي من حدوثها.
عَمُونَ أصله «عميون» فاستثقلت الضمة على الياء، فنقلت إلى ما قبلها، فسكنت الياء، والواو بعدها ساكنة، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وكان حذفها أولى من حذف واو الجمع، لأن واو الجمع دخلت لمعنى، وهي لم تدخل لمعنى، فكان حذفها أولى.
البلاغة:
بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ استعارة، استعار العمى للتعامي عن الحق، وعدم التفكر في أدلة إثباتها.
المفردات اللغوية:
مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ من الملائكة والناس الْغَيْبَ ما غاب عنهم إِلَّا اللَّهُ لكن الله يعلمه، فالاستثناء منقطع وَما يَشْعُرُونَ أي كفار مكة وغيرهم أَيَّانَ أي متى يُبْعَثُونَ ينشرون، أي يخرجون من القبور للحساب والجزاء بَلِ أي هل ادَّارَكَ تتابع وتلاحق واستحكم، وقرئ: «ادّرك» بوزن أكرم، أي انتهى علمهم وتكامل. والمراد أن ما انتهى وتكامل فيه أسباب علمهم من الحجج والبينات على أن القيامة كائنة لا محالة، لا يعلمونه كما


الصفحة التالية
Icon