موسى لصهره: الأمر على ما قلت، لي الخيار في إحدى البنتين، وفي إحدى المدتين: ثماني أو عشر سنين، كل واحد على ما شرط على نفسه، فإن أتممت عشرا فمن عندي، وإن قضيت ثمانيا فقد برئت من العهد، وخرجت من الشرط، فلا حرج علي من اختيار إحدى المدتين، وليس لك أن تطالبني بزيادة عليهما، وإن كان المهيأ للنبوة سيختار الأكمل، وإن كان مباحا غير لازم، وقد فعل موسى عليه السلام أكمل الأجلين.
روى ابن جرير وغيره عن ابن عباس بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «سألت جبريل، أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال: أتمهما وأكملهما» «١»
هو المعاهدة التي حدثت بين موسى وشعيب عليهما السلام.
وقوله: ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وقوله: أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ أي أطول الأجلين الذي هو العشر أو أقصرهما الذي هو الثمان. وقوله: فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ أي لا يعتدي أحد على آخر في طلب الزيادة.
وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ أي والله حفيظ أو شاهد على ما ألزم كل واحد نفسه به للآخر. والوكيل في الأصل: الذي وكل إليه الأمر، ولما استعمل الوكيل في معنى الشاهد عدّي بعلى. وهذا من قول موسى، وقيل: هو من قول شعيب والد المرأة.
فقه الحياة أو الأحكام:
يستنبط من الآيات ما يأتي:
١- انتقل موسى عليه السلام ماشيا من مصر إلى مدين شمال خليج العقبة بفلسطين مدة ثماني ليال.