الإعراب:
لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ عالِمِ بالجر: نعت لقوله تعالى: وَرَبِّي أو بدل منه، ويقرأ بالرفع على أنه مبتدأ، وخبره: لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ أو خبر مبتدأ محذوف تقديره:
هو عالم الغيب. وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ.. مرفوعان بالابتداء.
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ.. اللام تتعلق بقوله: لا يَعْزُبُ. وأَلِيمٌ بالجر والرفع صفة لرجز أو عذاب.
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إما معطوف على لِيَجْزِيَ أو مستأنف.
هُوَ الْحَقَّ مفعول ثان ل يَرَى وهو: ضمير فصل، ومن قرأ بالرفع جعل هُوَ مبتدأ، والْحَقَّ خبره، والجملة ثاني مفعولي يَرَى.
البلاغة:
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ووَ الَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ بينهما ما يسمى بالمقابلة، فالمغفرة والرزق الكريم جزاء المحسنين، والعذاب والرجز الأليم جزاء المجرمين.
المفردات اللغوية:
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا: لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ القيامة والبعث، وهذا منهم إنكار لمجيئها، أو استبطاء استهزاء بالوعد به قُلْ: بَلى رد لكلامهم وإثبات لما نفوه «١» وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ

(١) «بلى» : لها موضعان: الأول- أن تكون ردّا لنفي يقع قبلها، خبرا كان أو نهيا، فينتفي بها ما قبلها من النفي وتحققه، كما هنا. والثاني- أن تقع جوابا لاستفهام دخل على نفي تحققه، فيصير معناها التصديق لما قبلها، مثل: ألم أكن صديقك؟ فيقول الرادّ: بلى، إذا صدقه، والمعنى: بلى كنت صديقي، فهي إذن لإثبات المنفي. وأما «نعم» : فهي في الأصل: تصديق لما قبلها في كل كلام وإيجاب له، وعدة، مثل: هل تحسن إلي؟ فيقول الرادّ: نعم، فيعده بالإحسان، فإن أراد ترك الإحسان قال: لا، ولا يحسن هنا: بلى.
و «لا» نفي لما قبلها وردّ له. وأما «كلا» فتكون بمعنى «لا» ومعناها الرد والإنكار لما تقدم قبلها من الكلام وذلك في حال الوقف عليها. وقد تأتي بمعنى «حقّا» وهو مذهب الكسائي خلافا لحذّاق النحويين. وفي حال الابتداء ب «كلا» تكون بمعنى «ألا» مثل كَلَّا، إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (شرح «كلا، وبلى، ونعم» للعلامة مكي بن أبي طالب القيسي).


الصفحة التالية
Icon